مهرجان "بعيونهنّ" يفتتح دورته السادسة بفيلم وثائقي فلسطيني

افتتحت مساء السبت 11 أكتوبر 2025، بدار الثقافة بنابل فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي لسينما المرأة "بعيونهنّ"، الذي تنظمه الجامعة التونسية لنوادي السينما من 11 إلى 15 أكتوبر، تحت شعار "إنا هنا باقيات.. إنا هنا باقون"، وبإشراف وزارة الشؤون الثقافية وبدعم من المركز الوطني للسينما والصورة.

انطلاقة فلسطينية بنكهة المقاومة

استُهلت العروض بالفيلم الوثائقي القصير "غنّينا قصيدة" للمخرجة الفلسطينية آني سكاب، الذي يحيي قصيدة خليل السكاكيني "نحن قوم أبيونا" التي كانت تُغنّى في كلية النهضة بالقدس قبل النكبة.
وقد لامس الفيلم ذاكرة الأجيال الفلسطينية، مستحضرًا المعلم والشاعر الذي كتب أيضًا نشيد الثورة العربية، في افتتاح مؤثر حمل رسالة فنية وإنسانية سامية.

السينما فعل مقاومة وبناء للإنسان

وفي كلمة الافتتاح، أكّد رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما صابر بن رحومة أنّ هذا اللقاء ليس مجرّد عرض للأفلام، بل "فضاء لإضاءة العقول واستفزاز الأسئلة وزرع حب الحياة والحرية".

وأضاف بن رحومة أنّ المهرجان يأتي تتويجًا لمسار ثقافي طويل تؤمن فيه الجامعة بأنّ السينما ليست ترفًا جماليًا، بل فعل وعيٍ ومقاومةٍ وبناءٍ للإنسان.

وقال بن رحومة "في زمن الإبادة، حيث تُغتال الحياة على مرأى من العالم، نعلن انطلاق هذه الدورة تحت شعار ’إنا هنا باقيات وباقون‘ لنؤكد أن السينما يمكن أن تكون مساحةً للصمود وذاكرةً للمستقبل."

وأهدى بن رحومة هذه الدورة إلى فلسطين ونساء غزة، اللواتي وصفهنّ بأنهنّ "يصنعن من وجعهنّ جسورًا للأمل، ومن أصواتهنّ قناديلَ للحرية"، مشيرًا إلى أن المهرجان يعبّر بالصورة عن الصمود، وبالسينما عن المقاومة، وبأصوات النساء عن الإصرار على الحياة والحلم بمستقبل أكثر عدلًا وإنسانية.

منافسة دولية للأفلام القصيرة

تضمّ المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة 15 فيلمًا لمخرجات من تونس ولبنان وسوريا وفلسطين ومصر والمغرب، تتنافس على جائزتين، وهما جائزة العمل المتكامل، وجائزة أفضل تجسيد لصورة المرأة في فيلم

وتتكوّن لجنة التحكيم من المخرجة التونسية خديجة المكشر، والممثلة ياسمين الديماسي، والممثل محمد شوقي خوجة، إلى جانب عبد الخالق بالعربي رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، والمنتجة الفرنسية الجزائرية شيريان ليلى بختي.

ورشات وتكوينات لصناعة جيل جديد من المخرجات

يحتضن فضاء إقامة دار جيلان بمدينة نابل ورشة تطوير مشاريع الأفلام القصيرة بمشاركة 14 مخرجة من تسع دول عربية (تونس، الجزائر، المغرب، لبنان، الكويت، الأردن، ليبيا، سوريا، ومصر).
تشرف على الورشة كاتبة السيناريو سامية عمامي، وتهدف إلى مرافقة المخرجات الشابات من مرحلة الفكرة إلى الكتابة، مع تدريب خاص على تقنيات عرض المشاريع والإقناع، بإشراف المخرج إبراهيم لطيف.

حوارات ولقاءات فكرية

يقدّم المهرجان سلسلة من اللقاءات والحوارات الإبداعية حول موضوعات راهنة، منها تعزيز المساواة في صناعة السينما: مبادرات وآفاق، والبرمجة السينمائية في عصر الحركات النسوية: سرديات ومسؤوليات جديدة، مع ماستر كلاس مع المخرجة التونسية سلمى بكار.

كما يُقدم خلال المهرجان كتاب "أفلام تونسية، نقد ومحاورات"** للصحفية نائلة الغربي، إلى جانب ورشات فنية مثل "دقيقة ضوء": صناعة فيلم في دقيقة باستخدام الهاتف المحمول، وتفكيك الصورة النمطية الجندرية على الشاشة، وتنسيق المشاهد الحساسة في السينما.

أمسية خاصة للسينما الفلسطينية

وسيُختتم البرنامج بسهرة خاصة بعنوان "أفلام المسافة صفر" مخصّصة للسينما النسائية الفلسطينية، من إنتاج المخرج رشيد مشهراوي، في تحية فنية تضامنية تعبّر عن إلتقاء الإبداع بالمقاومة.

صلاح الدين كريمي